|
هو لخميسي بن الشريف بن محمد ورقية زللو, ولد عام 1923 م بجبل قريون بعين كرشة ترعرع بين أحضان عائلة فقيرة , تعيش في ظروف قاسية ,اشتغل في صباه بالفلاحة ورعي الغنم , و عند بلوغه الثامنة والعشرين 28 من عمره ,هاجر إلى فرنسا قصد العمل هناك ليعيل عائلته , وعاد منها بعد اندلاع الثورة التحريرية المباركة في شهر أوت 1955م .
لخميسي بولقرن متزوج و أب لطفلين وبنت ما زالوا على قيد الحياة
|
|
حدثت وقائعها في اليوم الثاني عشر 12 من شهر رمضان المعظم بالمكان المسمى ثاحاويث, حيث كان القائد مجتمعا في بيت سعو العمراني رفقة بومعراف السعيد ,قواس عمارو السي بعطوش , فإذا بالمكان يطوق من طرف العملاء القومية ممتطين خيولهم و كانت قوات الاحتلال استعملت أربع طائرات و دامت المعركة حوالي خمس عشر ساعة , من الساعة الثالثة مساءا إلى غاية الخامسة و النصف صباحا.
في هده المعركة سقط سي بعطوش شهيدا في ميدان الشرف و ألقي القبض على مجاهدين اثنين 02 هما بومعراف السعيد و قواس عمار بينما نجا البطل ليواصل جهاده ضد الاستعمار الغاشم .
|
|
في صبيحة يوم الجمعة من شهر أفريل سنة 1958 شهدت قرية أولاد قاسم المنتشرة على سفح جبل قريون معركة من أضخم المعارك التي جرت وقائعها في الشرق الجزائري , و إليكم وصفها
عندما أشرقت الشمس غادر الفلاحون و الرعاة أكواخهم في اتجاه البراري و الحقول , و إذا بطائرة الهليكوبتر تحلق فوق الأجواء محدثة دويا مرعبا, و بعد لحظات غادرت المكان في اتجاه قرية التلاغمة حيث المطار العسكري هناك. و مغادرتها المكان , هناك من يقول أنها استكشفت مخبأ المجاهدين و هناك من يقول أن الجبل كان خال من المجاهدين . في هده الأثناء فوجئنا بوصول الدبابات و المدرعات و غيرها من العتاد الحربي , أسراب من الطائرات النفاثة تحلق فوق أجواء القرية , وفرق من جيوش الأعداء ورجال الكومندوس مجهزة ومدججة بمختلف الأسلحة الجهنمية و مكبر الصوت يعلن للسكان أن ألزموا أكواخكم , الجبل مطوق من محاصر من كل الجهات , إنه يوم مشؤوم مهول .
تباعا مع صراخ ضباطه ............... لقد تيقن سكان القرية إن العدو قد استكشف مكان تواجد المجاهدين . صرخات و ابتهالات العائلات داخل الأكواخ * يا رب إنك من تنصر فلاغالب له يا رب أنصر المجاهدين على عدو الدين .الله أكبر , الجهاد في سبيل الله و الوطن . كان هدا صوت إعلان المعركة , عند سماع هدا الصوت جثمت عساكر العدو على الأرض و أخذت تنسحب و تزحف مراجعة ....أجل لقد شرع المجاهدون في إطلاق النار على العدو , رصاصهم يتساقط ,كتساقط المطر الغزير , إنها معركة حامية الوطيس , أخذت قوات العدو تتوقف عن الزحف متراجعة للوراء , لم تطق الصمود أمام اسود الجبل . ضعفت إيرادات أصابها الفشل , وا استمرت المعركة إلى يومها الثاني , حيث أعطيت الأوامر للطائرات النفاثة لتدمر مواقع المجاهدين في الجبل , أطنان من القنابل و القذائف تهطل على الجبل كحمم البركان المتداعية من فوهته على المنحدرات , وشظايا القذائف المتفجرة تسقط على القرية من أعالي الجبل , عويل النساء وبكاء الأطفال و الشيوخ يعلو القرية و الأطفال الصغار يشكون الجوع .
كل هدا و العزيمة الأبطال لم تضعف ولم تتزعزع رغم الغارات المتكررة عليهم , لقد صمدوا و صبروا و ثابروا و اظهروا شجاعة منقطعة النظير , لقد برهنوا للعدو أنهم أبطال يخوضون شتى المعارك من أجل سيادة الوطن . لقد أسقطو طائرتين للعدو في اليوم الثاني , وفي اليوم الثالث للمعركة أخذت طائرات الهيليكوبتر تقل رجال المظلات من سفح الجبل إلي مكان المعركة وأزداد تبال إطلاق النار بين الطرفين , واستمر ت المعركة حتى الليل الدي تحول إلى نهار من خلال الأضواء الكاشفة التي يرميها العدو فوق قمم الجبل .
لقد سمع القاصي و الداني – لقد سمع كل الناس بشراسة هده المعركة , لقد تيقن الجميع أن المجاهدين هالكون لا محاولة ما لم يسارع إخوانهم إلى اجاد مخرج مماهم فيه من حصار .....واهتدى الأشاوس الأبطال إلى خطة محكمة استطاعوا من خلالها فك الحصار على المجاهدين و دلك بشن هجوم على الثكنات و المحتشدات العسكرية في كل من مدينة عين مليلة و عين كرشة , قرية فورشي , وكانت الخطة ناجحة, حيث أصيب العدو بحالة من الهلع الشديد مما أجبره على التراجع بعد وصل المعلومات .... و بدئت العساكر تغادر المكان إلى أن أخلته تماما.
استشهد في هده المعركة خمسة شهداء منهم , حسين بروال – مقن السعيد – بن زكري عثمان رحمهم الله جميعا و أسكنهم فسيح جناته.
و من الأبطال القواد الدين يعتز التاريخ بذكرهم و بمآثرهم البطولية القائد المغوار لخميسي بولقرن المعروف عند العام و الخاص بشهامته.
وحين أسفر الصبح فتح الناس أعينهم على آثار سيارات الإسعاف و هي تحمل جثث القتلى تجر وراءها أديل الخيبة ....و صعب على العدو تقبل هده الهزيمة , فحشد قواه نحو القرية وراح يطوقها , و ينزل أنواع من العذاب بسكانها و يضرم النار في أكواخهم ,,, ولم تنطفئ النار إلى أن بزغت شمس الحرية على وطننا الحبيب.
|
|
عند نجاته من الحصار , التحق البطل ببولهيلات حيث واصل جهاده , لكن وللأسف الشديد بعد ثمانية عشر 18 يوما فقط تمكن العدو من محاصرته مرة أخرى مع ثلاثة من رفقائه و دلك بمنطقة الشبكة و حيث استعملت ضدهم الغازات السامة , ولما تعرف القائد الفرنسي على جثة الشهيد لخميسي بولقرن , قبل يده فرحا , أعطى الأوامر لتحمل جثته الطاهرة فوق دبابة لتجوب به عدة مناطق بدءا بالشبكة – عين فكرون – سيقوس – عين مليلة , ثم القي أخيرا وسط مدينة عين كرشة .
أن هده الفرحة الكبيرة للاستعمار الغاشم عند استشهاد البطل لدليل قاطع على شجاعته و بطولته و ما كبدهم من خسائر في الأرواح و العتاد .
لقد فارقنا البطل بروحه وجسده تارك وراءه سجلا حافلا بالأمجاد البطولات .
البطل لم يمت , البطل مازال حيا.
قال الله تعالى ( و لا تحسبن الدين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون (
صدق الله العظيم
العزة للوطن و المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
|
